تفسير مهر الزواج في الحلم رؤية المهر في المنام

                                                     

تفسير الأحلام والرؤى

هو ليس مجال للاجتهاد الشخصي وطرح وجهات النظر المجردة، بل هو علم قائمٌ بذاته بعيدًا عن الأهواء والآراء الشخصية.

كثيرًا ما نرى في منامنا أمورًا قد تؤرقنا وقد تحيرنا وقد نستبشر بها، ولكن ليس كل ما نراه يُعد رؤيا نبحث لها عن تفسير، بل من المحتمل أن يكون فقط نتاج مخزون في عقلنا الباطن نتيجة ما ينشغل به تفكيرنا في الواقع وظهر لنا في صورة حلم، أو قد يكون من عمل الشيطان الذي يقوم بعمله هو وذويه من وساوس يحاول وضعها في نفوسنا وتكون الفرصة مواتية له عندما نكون نائمين.

ما الفرق بين الرؤيا والحلم؟

شرعيًا قال رسولنا الكريم أن الرؤيا الصالحة من الله، أما الحلم فهو من الشيطان، وهذا يعني أن الرؤيا تختلف عن الحلم ولكن العامة لا يفرقون بينهما.

وفي عصرنا الحالي قد كثُرت مصادر تفسير الأحلام والرؤى ومنها الموثوق مثل كتب تفسير الأحلام لابن سيرين والتي يستقي منها موقع مصري لتفسير الأحلام كل ما يقدمه لقرائه ومتابعيه من تفسيرات ترشدهم إلى ما يجب أن يقوموا بفعله عند رؤية هذا أو ذاك، وليس فقط مجرد تفسير الحلم هو ما نتطرق إليه.

إذا أخذنا برأي العامة وقلنا بأن الرؤيا هي الحلم، فدعونا نفرق بين الحلم الذي يحتاج لتفسير والحلم الذي يجب ألا تعيره أدنى اهتمام، فالحلم السيء الذي يدعو لانقباض القلب علينا أن ننحيه جانبًا ولا نحاول تذكره، وأن ننفث ثلاثًا ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثًا، كما أرشدنا النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم). أما الرؤيا التي نراها ونحتار أو نستبشر بها هي ما يجب أن نتجه لمصدر ذو ثقل في تفسير الأحلام للتعرف على ما ترمز له وما تشير إليه من دلالات، فقد تكون لنا نورًا لما يجب علينا القيام به في المستقبل، وبالطبع هي ليست تنبؤات مستقبلية بقدر ما تعبر عن تفسير حقيقي لما رآه الإنسان في منامه، فقد يكون سالكًا طريق خاطئ وهو يعتقد أنه الأنسب، فيجد نفسه مضطرًا لتعديل مساره.

تفسير مهر الزواج في الحلم رؤية المهر في المنام

                                                     

المحتويات:حلم مهر الزواج للعزباء مهر العروس لابن سيرين تحديد المهر فلوس المهر القليل

رؤية مهر الزواج أو دفع و قبض الصداق في المنام

والأعزب الذي يرى في حلمه المبلغ المعد لدفعه الى الزوجة أي المهر أو الصداق في حلمه على أي شكل من الأشكال فإن رؤيته تشير الى اقدام الشخص الرائي على مرحلة جديدة من مراحل حياته بحيث يصبح لديه شخص آخر شريكاً له في الحياة أي أنه سوف يتزوج في الأيام القادمة بإذن الله سواء كان الرائي شاباً أم فتاة، أما إن كان الرائي في حالة مزرية مليئة بالهموم والضيق والكآبة فإن رؤيته للمهر والصداق في الحلم دليل على تغير الحال الى الأفضل بإذن الله بحيث يتبدل الحزن بالفرح ويذهب الضيق وتأتي السعة والسعادة ويمضي في حياته مطمئناً، أما إن كان الشخص مريضاً فإن رؤيته تشير الى الشفاء والمعافاة من المرض بإذن الله، أما المرأة الحامل إن رأت في حلمها حالة دفع المهر فإن رؤيتها تشير الى ولادتها للولد الذكر بإذن الله.

رؤية المال في الحلم بشكل عام تشير الى العديد من الدلالات والمعاني حيث أن منها ما يشير الى قدوم الخير والرزق للرائي في حياته الواقعية والبعض الآخر منها ما ينذر بقدوم المصائب والضيق في حياة الرائي، ولكن حسب ما جاء عن أهل التفسير في عن المهر فإنهم يعطونه بعض الخصوصية لكونه جزء من عقد الزواج وهذا ما يجعل من دلالاتها هي اشارات خير ورزق وبركة للرائي بإذن الله

ولقد ذكر أهل التفسير بأن رؤية المهر والصداق في المنام تشير الى الرزق والبركة والخير الذي يناله الرائي في حياته الواقعية، وقيل بأن الشخص الذي ينظر الى مهر الزواج أو الصداق في المنام فإن رؤيته تشير الى امتلاكه للمال في اليقظة وانفتاح الدنيا عليه بحيث تأتيه البركة والرزق من حيث لا يحتسب.

أما بالنسبة لمن يرى في حلمه بأنه يقوم بدفع المهر للزوجة ومن أجل الزواج فإن رؤيته تشير الى بعض الأمور، فإما أن تشير هذه الرؤيا الى رزق الرائي ببعض الأموال التي ينالها ويحصل عليها في حال تعرضه لضيق وحاجة للمال أما في تأويل آخر لهذه الرؤية فقد تشير الى صلاح حال الرائي، وقال الإمام ابن سيرين بأن الذي يرى في حلمه بأنه يأخذ المهر ويقبض الصداق من شخص آخر في المنام فإن رؤيته تشير الى الفرح والسرور الذي يعيشه الرائي في واقعه وأنه سيشهد بعض الأفراح والأعراس وخاصة إن كان الرائي فتاة غير متزوجة فإن هذه الرؤية تشير الى زواجها القريب بإذن الله.

وفي بعض الأقوال التي جاءت في تفسير رؤية مهر الزواج ذكرت بعض الدلالات الغير جيدة التي تشير اليها هذه الرؤية كأن تدل على الخلافات والمشاحنات والمشاكل والفتنة التي تحصل نتيجة تناقل الكلام من شخص لآخر

تفسير الرؤى في الإسلام

علم تفسير الرؤى في الإسلام ويسمى أيضا علم تعبير الرؤى أو تعبير الرؤيا هو علم شرعي إسلامي متكامل له قواعد مستنبطة من القرآن الكريم والحديث النبوي في الأساس وغير معترف به أكاديميا ولا يُدرَّس بالجامعات والمعاهد المعتمدة.

والهدف من هذا العلم هو تفسير الرؤى التي تكون من الله والتي لها معان وتفسيرات مفيدة للفرد أو المجتمع في أمور الدين والدنيا أو ما يعرف باسم الرؤيا الصادقة أو الصالحة وفقا للعقيدة الإسلامية ومذهب أهل السنة والجماعة.

الرؤي وتفسيرها في القرآن الكريم

ورد تفسير الرؤي في القرآن الكريم في سورة يوسف بلفظ تأويل الأحاديث فقال تعالى: “وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ 6″

ومن الرؤي التي وردت في القرآن الكريم :

رؤيا نبي الله يوسف التي عبرها نبي الله يعقوب ، فقال تعالى: “إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ 4″

رؤيا السجينين التي عبرها نبي الله يوسف، فقال تعالى:  “وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ 36″،

وجاء التأويل في قوله تعالى:” يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ 41″

رؤيا الملك التي عبرها نبي الله يوسف ، فقال تعالى:” يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ 46  قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ 47 ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ 48 ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ 49″

الروئ وتفسيرها في السنة النبوية

بدأ علم تفسير الرؤى في الإسلام منذ عهد النبي محمد  ؛ إذ رويت عنه أحاديث في تفسيره للرؤى وتعليم قواعد تفسيرها للصحابة   ، وقد وردت آثار في كتب الحديث تدل على أن الصحابة والصحابيات قد فسروا الرؤى.

قال   : « الرؤيا ثلاثة: منها أهاويل الشيطان ليحزن به ابن آدم، ومنها ما يهتم به في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزءاً من ستة وأربعين جزءا من النبوة»

أتى النبي   رجل وهو يخطب فقال: «يا رسول الله رأيت فيما يرى النائم البارحة كأن عنقي ضربت، فسقط رأسي فاتبعته فأخذته ثم أعدته مكانه، فقال رسول الله  :إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدثن به الناس»

أن رجلاً أتى النبي   فقال: «إني رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون منها، فالمستكثر منهم والمستقل، وإذا سبب واصل من الأرض إلى السماء، فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذه رجل آخر فعلا به، ثم أخذه رجل آخر فانقطع به، ثم وصل، فقال أبو بكر: يا رسول الله بأبي أنت والله لتدعني فأعبرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” اعبر” قال: أما الظلة فالإسلام، أما الذي تنطف من العسل والسمن فالقرآن حلاوته تنطف، فالمستكثر من القرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ رجل آخر فيعلو به، ثم يأخذ رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت وأمي أصبت أم أخطأت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أصبت بعضاً، وأخطأت بعضاً” قال: فوالله يا رسول الله لتحدثني بالذي أخطأت، قال: ” فلا تقسم”».

قال عبد الله بن سلام :«رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ   فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ, وَرَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ ذَكَرَ مِنْ سَعَتِهَا وَخُضْرَتِهَا وَسْطَهَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ, فَقِيلَ لِي: ارْقَ, قُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ فَأَتَانِي مِنْصَفٌ فَرَفَعَ ثِيَابِي مِنْ خَلْفِي فَرَقِيتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَاهَا فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ, فَقِيلَ لَهُ: اسْتَمْسِكْ فَاسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ  , قَالَ: تِلْكَ الرَّوْضَةُ الْإِسْلَامُ, وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الْإِسْلَامِ, وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ الْوُثْقَى فَأَنْتَ عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ, وَذَاكَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ»

نبذة تاريخية عن علم تفسير الرؤى في الإسلام

  • يعد محمد بن سيرين (ت110ھ) هو أشهر من قاموا بهذا العمل من التابعين. قال الإمام الذهبي (ت748ھ) عن محمد بن سيرين في كتاب سير أعلام النبلاء: جاء عن ابن سيرين في التعبير عجائب يطول الكتاب بذكرها، وكان له في ذلك تأييد إلهي.
  • وقد أورد أبو نعيم الأصبهاني (ت430ھ) في كتابه حلية الأولياء وطبقات الأصفياء آثارا وقصصا واردة عنه في تفسير الرؤى.
  • صنف الإمام البغوي (ت516ھ) فصلا طويلا في كتابه شرح السنة (كتاب الرؤيا) تناول فيه العديد من تفسيرات ومعاني رموز الرؤى وكيفية استنباطها من القرآن الكريم والحديث الشريف. ويعتبر هذا الكتاب علامة مهمة في علم تفسير الرؤى في الإسلام.
  • كتب ابن حجر العسقلاني (ت852ھ) كتابا كبيرا كاملا في موسوعته فتح الباري بشرح صحيح البخاري (كتاب التعبير) يتناول فيه بالشرح أحاديث الرسول   في تفسير الرؤى، ويتوسع في رواية آثار مهمة وأراء موثوقة لطائفة من مفسري الرؤى المشهورين (أهل التعبير)، ويشرح مسائل أساسية في علم تفسير الرؤى. ويعتبر هذا الكتاب من الأصول المهمة والمفيدة في علم تفسير الرؤى.
  • وضع ابن قتيبة الدينوري (ت276ھ) كتابا غنيا في تفسير الرؤى أسماه تعبير الرؤيا تناول فيه بعض القواعد الأساسية المسخدمة في تفسير الرؤى بالإضافة إلى تفسيرات لبعض رموز الرؤى المهمة.
  • كتب الشهاب العابر (ت697ھ) كتابا أسماه البدر المنير في علم التعبير تناول فيه بعض فوائد وقواعد وأصول في علم تفسير الرؤى في الإسلام ثم أعقبها بشرح العديد من معاني رموز الرؤى.
  • ذكر الحسن بن الحسين الخلال سبعمائة وخمسين مفسر رؤى في كتابة طبقات المعبرين (غير مطبوع) من المشاهير الذين ضربوا في هذا العلم وأخذوا منه بقسم.
  • صنَّف نصر بن يعقوب الدينوري (ت410ھ) كتاب التعبير القادري (مخطوط) سنة (397ھ) ذكر فيه أن المعبِّرين (مفسري الرؤى) سبعة آلاف وخمسمائة معبِّر، فاختار منها صاحب كتاب طبقات المعبرين ستمائة ورتبهم على خمس عشرة طبقة.
  • نظم عمر بن المظفر بن الوردي (ت749ھ) قصائد شعرية من ألف بيت لخص فيها العديد من أصول علم تفسير الرؤى في الإسلام وتفسيرات رموز الرؤى ووضعها في كتاب الألفية الوردية.

Comments

Popular posts from this blog

تفسير حلم نور الوجه وجماله بدلالاتها المختلفة

رقم 12 في المنام بجميع تأويلاته

تفسير رؤية الموس في المنام لابن سيرين